الوعظ وعلاقته بالنفس البشرية في فكر الدكتور علي الوردي من خلال كتابه (وعاظ السلاطين)
Published
Oct 20, 2025Pages
235-252Abstract
ان الوعظ لم يكن مقتصرًا على النواحي الدينية فحسب، بل شمل أيضًا نواحي اجتماعية اخرى فقد أصبح الوعاظ جزءًا من النظام الاجتماعي الذي يعمل على استمرار الهيمنة على طبقات الدنيا، ويشجع الأفراد على الاستسلام للوضع الاجتماعي القائم دون محاولات للتغيير أو التحسين هذا الدور الذي يلعبه الوعظ يعزز من الاستقرار الاجتماعي ولكنه في نفس الوقت يُضعف من رغبة الأفراد في الإصلاح والتغيير.
يتضح أن الدكتور علي الوردي كان يربط بشكل وثيق بين الوعظ الديني وازدواجية الشخصية في المجتمع العربي لقد اعتبر أن الوعظ لا يؤدي إلى التغيير الجذري في سلوك الأفراد، بل يعزز حالة من النفاق الاجتماعي والتظاهر بالفضيلة بينما تستمر التناقضات الاجتماعية والاقتصادية في التأثير على الأفراد والوردي كان يعتقد أن المجتمع يحتاج إلى إصلاح حقيقي يتجاوز حدود الوعظ الديني السطحي ويشمل معالجة الأسباب الجذرية للمشاكل الاجتماعية في النهاية، تُعد أفكار علي الوردي نقدًا قويًا للواقع الاجتماعي في المجتمعات العربية وتدعونا إلى التفكير في كيفية استخدام الدين والوعظ كأدوات لإحداث تغيير حقيقي في المجتمع بدلاً من التمسك بالمظاهر السطحية.


