الواقعات لمحي الدين محمد بن حسام الدين الشهير بـ قره جلبي المتوفى سنة (965 هـ ) ، كتاب الكفالة ( دراسة وتحقيق وتعليق )

الحمد لله الذي يوافي نعمه ويكافئ مزيده حمدا يليق بعزة الله وقدرته والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    وبَعْدَ : يُعَدْ علم الفقه الإسلامي من العلوم التطبيقية في حياة المسلم اليومية سواء من خلال العبادات أو المعاملات ، ويبرز أهميته في فهم الأحكام الشرعية ؛ لأنه ليس علما جامدا لفترة من الزمن ولم يخصص لبقعة من الأرض بل هو علم إرثي حضاري يتماشى مع جميع النوازل والحوادث تحتاجه البشرية أجمع ، ويزخر معارفه في شتى أبوابه يتعلق بعلاقة العبد مع ربه ، ومن حق كل مسلم أن يفخرَ بتاريخه وبعلمائه العاملين – جزاهم الله خيرا – والذين جعلوا العلم مستساغاً ووهاجاً وعملوا بكل جهد جهيد من أجل تفسير وإيضاح العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية مثل القرآن والسُّنة .

      والفقه الإسلامي يساهم في تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتعزيز الوحدة الإسلامية وتوحيد المفاهيم والمناهج الفقهية بما يخدم المجتمعات الإسلامية ، فمن هنا يُفترض علينا إحياء ودراسة وتحقيق ومناقشة هذه العلوم ومراجعة ما فيها ، لرفد المكتبات بمزيد من العلوم الفقهية ، ولأجل هذا أكرمني اللهُ بالعمل وتحقيق أحد الروافد العلمية من جهود العلماء السابقين والذي كَانَ لا يزال مخطوطاً ، وبَعْدَ الاستشارة مع أساتذتي الذين لم يذخروا لي نصيحة ومشورة فوقع اختياري على تحقيق من بداية ( كتاب الكفالة إلى نهاية مطلب شهادة المرأة الواحدة ) لمحي الدين بن حسام الدين الشهير بقره جلبي ، وقد حققته على وفق قواعد فن التحقيق المعتمدة ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله خالصاً لوجهه إنه سميعٌ مجيبٌ .