أثر الصوت اللغوی فی التواصل دراسة فی یائیة مالک بن الریب
الملخص
یعد المستوى الصوتی رکیزة مهمة من رکائز المستویات اللغویة؛ لأن المرسل من خلاله ینتقل إلى المستویات اللغویة الأخرى التی تعتمد الصوت فی تکوینها، وإن للتشکل الصوتی للرسالة الأثر الفعال فی تصویر المعانی، ولا نزعم أن للصوت دلالة معیاریة ثابتة أینما ورد، إنما یؤدی دوره الإیحائی فی السیاق الصوتی الذی یرد فیه متظافرًا مع ما سواه من الأصوات فی السلسلة الکلامیة المرتبطة برابط معنوی مشترک، ولا یمکن إغفال الأثر الذی یترکه اختلاف النسج الصوتی للسیاقات اللغویة اللفظیة بین الشدة واللین والارتفاع والانخفاض فی المتلقی، کحال الإیقاع والوزن الشعری اللذین یضفیان على التجربة الشعریة مسحة ممیزة لها سواء تعمدها الشاعر أم لا، وقد یشعر بها المتلقی ویتمکن من وصفها، أو قد یشعر بها ولا یتمکن من وصفها.توخینا فی بحثنا هذا العنایة بمسألة الدلالة الصوتیة من حیث الأثر الذی تترکه الرسالة اللغویة من خلال القصیدة فی المتلقی، وقد وقع الاختیار على یائیة مالک بن الریب (ت60هـ) التی دار محتواها حول رثاء النفس والحنین إلى الوطن.وقبل الوقوف على التعریف بالأدوات التی قام التحلیل الصوتی على أساسها لا بد من إشارة موجزة نبین فیها حیاة الشاعر