أثر الإيمان باليوم الآخر على سلوك الفرد المسلم الرياضي
Published
Oct 20, 2025Pages
1-20Abstract
الحمد لله الذي أتمّ علينا نعمته ببعثة سيد الخلق، محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل الإيمان بالغيب أصلًا من أصول التصديق، وأمرنا بإعداد الزاد ليوم المعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجّي يوم الحسرة والندامة، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، المبعوث رحمةً للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن العقيدة الإسلامية لا تُعدّ نظريةً ذهنيةً مجردة، وإنما هي منظومة ربانية متكاملة تُنتج أثرًا عمليًّا في النفس والسلوك، وتغرس في قلب الانسان رقابة داخلية تنبع من يقينه بلقاء الله تعالى، ومحاسبته على ما قدّم وأخر. ويأتي الإيمان باليوم الآخر في طليعة تلك العقائد المؤثرة، إذ هو من أركان الإيمان التي وردت بها نصوص الوحي القطعية، وبه تكتمل منظومة الإيمان كما في حديث جبريل المشهور.
وقد أجمع علماء الإسلام على أن اليقين بالبعث والحساب والجزاء ليس مجرد تصديق عقلي، بل هو باعث عملي، يثمر خشيةً، وتقوى، واستقامةً في الظاهر والباطن، وهو ما يُميّز المؤمن عن غيره في مواقفه، وأخلاقه، وتعامله مع نفسه وغيره.
إن كثيرًا من صور الانحراف السلوكي في واقع المسلمين اليوم تعود في أحد جذورها إلى ضعف اليقين باليوم الآخر، أو ضعف استحضاره، مما أفرغ الإيمان من أثره الأخلاقي، وحوّله إلى مجرد هوية اسمية، لا تدفع إلى العمل الصالح، ولا تردع عن السلوك المنحرف. ومن هنا تنبع مشكلة هذا البحث:
ما مدى تأثير الإيمان باليوم الآخر على سلوك الفرد المسلم؟ وما أبرز الصور التي تتجلى فيها هذه الآثار؟


