الامتناع الذاتي والامتناع الغيري في باب الصفات الإلهية - دراسة عقلية تأصيلية في ضوء منهج المتكلمين –

Section: العدد 33/2 من مجلة كلية العلوم الاسلامية المجلد 25 لسنة 2025

Abstract

الحمد لله الذي تنزه عن صفات النقص، وتقدَّس عن مشابهة الحوادث، وتعالى عن صفات المحدثات، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، سيدنا محمدٍ وعلى آله الطيبين، وصحابته المهتدين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أما بعد:


تُعد العقيدة الإسلامية في بنيتها العقلية منضبطةً بجملةٍ من القواعد التأصيلية التي ترسّخ الإيمان وتنفي الشبهات، ومن أبرز تلك القواعد ما يتعلّق بضوابط الصفات الإلهية، مما يجب في حق الله تعالى وما يجوز عليه وما يستحيل، وهي قواعد لم تُبنَ على التقليد ولا الحدس، وإنما على نظرٍ عقليٍّ صارمٍ قوامه التقدير المنطقي والتحقيق الكلامي. وقد بذل المتكلمون، لاسيما من أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية، جهودًا علمية بالغة في ضبط المفاهيم وتحرير الدلالات؛ دفعًا لكل توهمٍ في حق الذات الإلهية، وتحقيقًا للتنزيه المطلق المنضبط بقواعد العلم.


ومن بين المفاهيم العقلية الدقيقة التي أثبتت حضورًا بارزًا في هذا الباب، مفهومي الامتناع الذاتي والامتناع الغيري، وهما من الأدوات المفصلية التي تميز بها المنهج الكلامي في تحرير صفات الله تعالى؛ إذ إن إدراك الفارق بين الممتنع بذاته، والممتنع لغيره، يُفضي إلى فهمٍ أدقّ لطبيعة التعلّق الإلهي بالقدرة، ويُسهم في نفي الشبهات التي تُورد في هذا الباب، كمسألة خلق مثيل لله، أو إفناء ذاته، أو نحوها من المحالات التي يستغلها الملاحدة أو المجسمة لإثارة التناقضات.


وانطلاقًا من الحاجة العلمية إلى تأصيل هذا التقسيم، جاءت هذه الدراسة تحت عنوان:


"الامتناع الذاتي والامتناع الغيري في باب الصفات الإلهية: دراسة عقلية تأصيلية في ضوء منهج المتكلمين"، لتسلط الضوء على هذا الباب المهم، وتبرز الأصول العقلية التي اعتمدها المتكلمون في تقريره، وتكشف عن آثاره في ترسيخ منهج التنزيه، وإثبات الكمال الإلهي على وجه يُوافق النقل والعقل معًا.

Download this PDF file

Statistics