الأحكام الفقهية المستنبطة من جملة( لا جُناح) في سورة البقرة

أنَّ معظم الخلافات في الفروع الفقهية أساسها الخلاف في القواعد الاصولية وذلك لأنها الأصل في بناء الأحكام، فما من مسألة أختلف فيها الفقهاء إلا وكان سبب الخلاف بينهم هو خلافهم في تفسير الدلالة الأصولية للنص فالاختلاف في فهم النص الشرعي، والشك في ثبوت الحديث، ومعارضة الأدلة، والاختلاف في دلالات الألفاظ، ووقوع الخطأ في استنباط الحكم وجدت ما لهذا الخلاف من نفح عظيم في توسيع دائرة الاجتهاد ورفع الحرج عن الأمة في كثير من المسائل. وبما أنَّ دلالة المفردة القرآنية ( لا جناح) قد تخرج أحياناً الى الاباحة، وأحياناً إلى الندب واحيانا الى الوجوب، ومما لا بد من ذكره ان الخلافات الاصولية لعلماء الاصول كلها مبنية على اصول وقواعد ثابتة معلومة لدى أهل العلم والاختصاص ولهذا فإن اعتماد أهل الفقه على علم الاصول انما يعتمدون على أرض صلبة آمنة.